فلسفة التربية
هي التي تحدد الأهداف والغايات وتنظم البنى وتنسق بين الوسائل والطرق والمناهج المتبعة وتوحد بين العلوم الأخرى التي تستهدف تكوين الطفل، فهي بهذا توجه المعلم والمتعلم والطرق وكل عوامل العملية التعليمية تلافيا لكل تناقض.
تتمثل في النظرية التربوية التي يتبناها المجتمع ويتخذها منطلقا لنظامه التعليمي وتتحدد طبيعتها بالأسس الاجتماعية والنفسية والمعرفية والعلمية.
ترتبط الأولى بالمجتمع وما يتفاعل في تكوينه من ثقافة وتراث وقيم دينية وفلسفية سواء ما كان منها معبرا عن الخصائص الحضارية الثابتة بالمجتمع عبر مسيرته التاريخية، أو ما كان متمثلا في أوضاعه الراهنة وإمكاناته المتوفرة، أو ما كان متصلا بمطامحه ومتطلباته المستقبلية.
وتنبع الثانية من طبيعة المتعلمين وحاجاتهم واتجاهاتهم ومراحل نموهم والمتطلبات الاجتماعية التي هم مدعوون للمساهمة فيها؛
وتدور الأسس المعرفية حول الحقائق والخبرات التي طورتها الإنسانية في مسيرتها الحضارية والتي توظفها التربية في تنشئة أجيالها وإعدادهم لمواجهة مستجدات الحياة، وهي معارف تقوم على مبادئ القنوع والشمول والتغيير المستمر والوظيفة في الحياة الفردية والاجتماعية.
وتنبع الأسس العلمية من نظريات التعلم والخبرات التربوية المتراكمة والنتائج التي توصلت إليها البحوث ذات الصلة بالتربية والتعليم.
ومن هنا تشمل فلسفة التربية مكونات وتصورات يمتزج فيها العلم بالإيديولوجيا وتتأثر في توجهاتها العامة بالوضاع الراهنة للمجتمع وبخصائص المرحلة الحضارية التي يجتازها.
ولابد لكل عمل تربوي من فلسفة تربوية يستند إليها وتحدد له المجال وتسمو به فوق العقبات المباشرة لتيسر له السبيل وتيسر له مدارج الرقي.