عقد الرئيس حسني مبارك أمس اجتماعا موسعا بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة لبحث القضايا المتعلقة بتطوير التعليم وتوصيات المؤتمر القومي الثاني لتطوير التعليم. حضر الاجتماع ـ الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات ـ د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء, ود. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية, واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية, ود. أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية, ود. يسري الجمل وزير التربية والتعليم, ود. هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي, كما حضر الاجتماع د. زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية, ود. ماهر الدمياطي رئيس جامعة الزقازيق, ود. مصطفي كمال رئيس جامعة أسيوط, ود. أحمد زكي بدر رئيس جامعة عين شمس, ود. شريف عمر رئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب, ود. فاروق اسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشوري, ود. حسام بدراوي رئيس لجنة التعليم بالحزب الوطني.
وصرح وزير التعليم العالي ـ عقب الاجتماع ـ بأن الرئيس مبارك أصدر توجيهاته خلال الاجتماع الذي ركز علي بحث قضايا تطوير التعليم بضرورة الاطلاع المستمر للرأي العام واشراكه في اتخاذ القرار بشأن خطط وسياسات تطوير التعليم, واجراء حوار مجتمعي موسع حول تفاصيل هذه الخطط تضمن الاستماع لجميع الآراء, كما وجه الرئيس إلي عدم تطبيق أي سياسات خاصة بالتعليم علي نحو مفاجئ, وأضاف الوزير ان الرئيس مبارك ناقش خلال الاجتماع توصيات المؤتمر القومي الثاني لتطوير التعليم الثانوي وسياسات القبول بالتعليم العالي وما تم الاجماع عليه فيما يخص تطوير التعليم ليس في المرحلة الثانوية فقط, وانما أيضا في مرحلة التعليم الأساسي بشكل يضمن مواكبة متغيرات العصر, واحتياجات سوق العمل, وان تراعي سياسات التقويم الشامل مبدأ تكافؤ الفرص والبعد الاجتماعي.
إجراءات القبول بالجامعات
وأوضح وزير التعليم العالي أن الرئيس مبارك استعرض جميع المقترحات التي توصل اليها مؤتمر التعليم بشأن تطوير اجراءات القبول بالجامعات, إذ تم حتي الآن الاتفاق علي التوصية بأن تكون الثانوية العامة شهادة من عام واحد, وان تسمي شهادة اتمام التعليم الثانوي, وليست شهادة الثانوية العامة, وتكون صالحة لتأهيل الحاصل عليها للالتحاق بالتعليم العالي خلال خمس سنوات من تاريخ الحصول عليها, مع ضرورة الحفاظ علي أن يكون القبول بالجامعات من خلال مكتب التنسيق باعتباره أكثر وسائل القبول بالجامعات تحقيقا للعدالة, مع ضرورة الاستعانة باختبار للقدرات بجانب مكتب التنسيق لتأهيل الطلاب الراغبين في الالتحاق ببعض الكليات التي تتطلب قدرات خاصة, وتجري تلك الاختبارات باستخدام أجهزة الكمبيوتر لتحقيق الشفافية.
وأوضح أن بعض التفصيلات الخاصة ببعض توصيات مؤتمر التعليم لاتزال محل نقاش, وتحتاج الي بلورة رؤي اجتماعية حولها لتحقق الغرض العلمي وتحظي بتوافق مجتمعي حولها, مؤكدا انه لن يتم اتخاذ قرارات فجائية في هذا الخصوص, وانه ستكون هناك فترة انتقالية لمدة عامين علي الأقل قبل تنفيذ أي قرارات تتعلق بتطوير التعليم أو سياسات القبول بالجامعات.
وأشار الوزير الي انه تم خلال الاجتماع أيضا استعراض ماجاء في توصيات مؤتمر التعليم بشأن التوسع في التعليم العالي, وضرورة توفير أماكن جديدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب من خلال زيادة اعداد الجامعات الحكومية والخاصة, والجامعات التي تقوم علي الشراكة بين القطاعين العام والخاص, مشيرا الي ان وزير التربية والتعليم استعرض خلال الاجتماع استراتيجية تطوير المدارس وتدريب المعلمين في اطار خطة تطوير التعليم ما قبل الجامعي, بما يضمن مراعاة إجادة الطالب للغات, واستخدام الوسائل القائمة علي تنمية مهارات الابتكار والإبداع, بما يؤهله للالتحاق بالجامعات في اطار خطة تطوير التعليم الجامعي.
وعما إذا كان الاجتماع قد تطرق للمشكلات المثارة حاليا حول امتحانات الثانوية العامة, قال الوزير إن الرئيس مبارك استعرض الموضوع بشكل عام مع الأطراف المعنية, وأوضح أن الرئيس مبارك استعرض الأحداث الأخيرة لامتحانات الثانوية العامة وما حدث من تسريب اسئلة بعض المواد.
سنة واحدة للثانوية
وقال هلال إن هناك اجماعا من مؤتمر تطوير التعليم ولجان الاستماع بأن تكون الثانوية العامة سنة واحدة فقط في نهاية المرحلة الثانوية, وان تكون هذه الشهادة صالحة لمدة خمس سنوات للالتحاق بالجامعة, وذلك مقابل النظام الحالي وهو نظام الفرصة الواحدة, أي الالتحاق بالجامعة في السنة التالية فقط بعد الحصول علي شهادة الثانوية العامة, وقد اقترحت التوصيات منح الطالب الحاصل علي الثانوية العامة فرصة للالتحاق بالكلية التي يرغبها علي مدي أكثر من سنة, وأضاف ان النظام في العالم الآن يقيس قدرة الطالب لمعرفة مهاراته سواء كانت هندسية أو في العلوم المعرفية أو طبية, وأن هاك نظاما من الامتحانات يقيس هذه المهارات, وأن هذا الأمر أكثر إفادة للطالب حيث يمنحه أكثر من فرصة للالتحاق بالقطاع العلمي الذي يريده.
وأشار وزير التعليم العالي الي وجود بعض الاعتراضات علي امتحان القدرات حتي لا نضيف أعباء أخري علي الطالب, وأوضح انه لن يتم اتخاذ قرارات الآن, وأنه سيتم طرح نقاط الخلاف علي المجتمع حتي يتم التوصل الي قرار, وأكد ضرورة مراعاة أن يكون خريج التعليم الثانوي مواكبا لمتطلبات العصر من حيث اللغة والاتقان والتفكير المبني علي الابداع وضرورة أن يكون هناك تقويم شامل للطلاب ومراعاة البعد الاجتماعي وتكافؤ الفرص وضرورة أن يكون للمدرس دور مهم في العملية التعليمية.
وردا علي سؤال حول امكان تغيير سياسات القبول بالجامعات, قال الوزير: مؤتمر تطوير التعليم يمنح الجهة المختصة عامين قبل تنفيذ المقررات الجديدة, وذلك من أجل إعداد المدارس وتدريب المدرسين وإعداد الطالب نفسه علي نظام التقويم الشامل, وأشار الي صعوبة تطبيق امتحان القدرات الآن لطالب الثانوية العامة في الوقت الراهن, لأنه لم يتم تدريبه عليه من قبل, ولهذا تم الاتفاق علي تطبيق النظام الجديد بعد خمس سنوات إذا تم الاتفاق الآن علي التفاصيل.
وفيما يتعلق بضعف مستوي خريجي الجامعة بحيث أصبح من الصعب اعتباره خريج جامعة.. قال وزير التعليم العالي ان فلسفة تطوير التعليم وفقا لتوجيهات الرئيس عندما دعا اليه هي تخريج طلاب يواجهون متطلبات سوق العمل, وأشار الي ان وزارة التعليم العالي بدأت بتغيير المناهج وطرق التدريس كي تخرج هذا الطالب علي المستوي المطلوب, ولكن مع مراعاة ان هذا الخريج قادم من مرحلة ما قبل التعليم الجامعي ـ وان هذا يتطلب توفير مواصفات معينة في مرحلة التعليم الثانوي التي يحتاجها التعليم الجامعي.
وأوضح هاني هلال ان المؤتمر بحث سياسة تطوير التعليم الثانوي وسياسة القبول بالجامعات جنبا الي جنب, كما أوضح ان المؤتمر لم يبحث في نقطة تطوير امتحان الثانوية العامة, ولكن تطوير التعليم الثانوي بالكامل مبني علي تطوير المرحلتين الابتدائية والاعدادية بالاضافة الي طريقة قبول الطالب بالجامعة, وذلك بعد اعداده بمواصفات مقبولة في هذه المرحلة.
وحول التوجيه إلي ضرورة الاسراع في تطبيق توصيات مؤتمر التعليم وضرورة التأني في هذا حتي يتم التوصل الي صورة مثلي من التطبيق, قال الوزير إن وزارة التعليم العالي بدأت هذه التجربة منذ عامين, حيث تم التطوير من الصف الأول الجامعي وفي السنة النهائية حتي يتم تخريج الطالب مؤهلا لمواكبة سوق العمل الحالية, وأشار الي أن الوزارة لديها تجربة مع خريجي كليات السياحة والهندسة وكل التخصصات الهندسية المؤهلة لقطاع الصناعة ومع المعاهد الفنية والاتصالات والتجارة.
مواكبة سوق العمل
كما أشار الوزير الي ان الوزارة ستنظم مؤتمرا يوم السبت المقبل لبحث مستقبل الدراسة في كليات الزراعة لمواجهة متطلبات العمل في الفترة المقبلة والتي تتطلب المزيد من خريجي كليات الزراعة من أجل مواكبة متطلبات المستقبل الذي يتجه الي الغذاء والأمن الغذائي والزراعة.. وان الوزارة بدأت دراسة هذا الموضوع منذ عام تقريبا وانها اعدت له جيدا, وذلك من أجل تطوير الدراسة في كليات الزراعة, بعد استشارة المتخصصين والمستفيدين وحتي يجد الخريج مكانا للعمل.
وردا علي فرض ضرائب علي المنشآت التعليمية الخاصة وهل يتسبب هذا في تراجع التعليم الخاص, قال الوزير: إن الضريبة مفروضة علي الارباح وليس علي المنشآت التعليمية, أي ان الضريبة لا تفرض من المنبع وانما علي الدخل مثل أي مواطن, فالضريبة إذن هي ضريبة دخل وليست علي المؤسسة التعليمية.
وحول ميزانية تطوير التعليم.. قال الوزير إن القائمين علي عمليات التطوير يحسبون متطلبات عملية التطوير التدريجي وعلي مدي خمس سنوات, وان الدولة وفرت الجزء الخاص بهذا العام من الموازنة حيث قررت رصد مليار جنيه علي خمس سنوات لتطبيق جودة العملية التعليمية وجودة خريج الجامعات, وذلك بخلاف الميزانية الخاصة بوزارة التعليم العالي.
وردا علي سؤال بشأن اختيار رؤساء جامعات: عين شمس والزقازيق وأسيوط فقط لحضور الاجتماع مع الرئيس مبارك, أكد الوزير ان هذا الاختيار تم بناء علي التوزيع الجغرافي فقط بحيث يمثل رئيس جامعة عين شمس القاهرة ورئيس جامعة الزقازيق منطقة الدلتا ورئيس جامعة اسيوط الوجه القبلي.